الكلمة – كلمة الله الأزليّ (إشعياء ٥٥: ١١، يوحنّا ١: ١، كولوسي ١: ١٥- ١٧) – صار إنسانًا، وهو يسوع المسيح. معروف أنّه كان عند الله قبل ظهوره في عالمنا، أنّ العالم كُوِّن بهِ وأنّه دائم الوجود، وأنّ ولادته تحقّقت من عذراء بمعجزة مثلما سبق الوحي وتكلّم على لسان النّبي إشعياء: “وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ ٱلسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»” (إِشَعْيَاءَ ٧: ١٤). هذا الكلمة أخذ جسدًا (مثل طبيعتنا) وصار إنسانًا شبهنا. هو الذي جاء من نسل المرأة ولم يرث الخطيّة ليتمكّن أن يموت كي يخلّصنا من لعنة الخطيّة ونتيجتها.

هذا دليل على أنّ كلمة الله فريد ولا يشبه أيّ أحد ولا حتّى آدم، لأنّه لم يخطئ ولم تسكن الخطيّة فيه. بالإضافة، يسوع المسيح هو الوحيد الذي حقّق وعد الله الذي أُعطيَ لآدم وحوّاء بسفر التّكوين (٣: ١٥) : “وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَه”. فالمسيح ضُرِب، جُلِد، صُلِب ومات بطبيعته البشريّة لأنّه أسلم نفسَه بإرادته فديةً عن الخطاة وبذلك دفع ثمن عقابنا، ولكن “مَا كَانَ يُمْكِنُ لِلْمَوْتِ أَنْ يُبْقِيَهُ فِي قَبْضَتِهِ” (أعمال الرّسل ٢: ٢٤) لأنّه بارّ وقدّوس، والموت يقبض فقط على الخطاة، فالموت هو أجرة الخطيّة (وكلّ هذا بمثابة سحْق العقب، أي أنّها ضربة لكن غير قاضية). مع هذا، بصلْب يسوع المسيح سُحِق رأس الحيّة (أي إبليس)، فذُكِر بكتاب العهد الجديد: “إِذْ جَرَّدَ ٱلرِّيَاسَاتِ وَٱلسَّلَاطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ” (كُولُوسِّي ٢: ١٥)، أي أنّ المسيح في الصّليب انتصر على كلّ القوّات الرّوحيّة الشّرّيرة وجرّد الشّيطانَ مِن أسلحته وسيادته على عالم الأموات، وبقيامة يسوع هو وَهب لكلّ مَن يؤمن به غُفرانًا للخطايا وضمانًا للحياة الأبدية حسب وعد الله المنزّه عن الكذب.

مكتوب عنه: “لأَنـَّهُ لِهَذَا مَاتَ ٱلْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ، لِكَيْ يَسُودَ عَلَى ٱلْأَحْيَاءِ وَٱلْأَمْوَاتِ” (رومية ١٤: ٩)

الرقم
0

ميلادية

صورة تصويرية للمسيح المصلوب